من قصص الكرم

[ابو ثامر]

يتناقل الرواة أن محسن ابن هلال أل يزيد الحارثي من شيوخ القبيلة كان يسكن الحجاز وفي ليلة باردة

سمع طلقة بندق فلجأ محسن إلى جانب الجبل الذي يسكنه حتى يستكشف الأمر وإذا بشخصين

معهما مجموعة أغنام قادمين ناحية المنزل فرحبت بهم زوجته كعادة العرب

وعرف محسن إنهما ضيفان فنزل عليهم وذبح لهما ذبيحة وبعد العشاء اخذ يتعلمهم عن وضعهم

لأن من عادات العرب أن لا يسأل الضيف إلا بعد الإطعام فأجاب أحدهم أن لهم أغنام مفقودة من
ا
لصباح وعند البحث عنها وجداها بعد المغرب ووجدا الذيب مفترس واحدة منها فأطلق أحدهم


عليه رمية في الليل ولا يعلمان هل هي أصابته أم لا وعند إطلاق البندق سمعنا نباح كلب فعرفنا

انه يوجد نزول بجوارنا فا تجهنا ناحية الصوت على أمل أن يرجع احدنا بالأ غنام والآخر يبحث

عن الذيب ليقتله وعندما سألهما محسن أين مكان الذيب ؟ قالا انه بجوارك وفي الصباح الباكر أخذ محسن أحد أغنامه

وربطها في عمود البيت وقال إن هذه الشاة بدل عن الشاة التي قتلها جاري الذيب لأن من عادات العرب أن يسد الجار

عن جاره فقالا إننا عند ما قلنا أن الذيب جارك لا نقصد بذالك شيئا فأطلق شاتك و نحن سوف نترك الذيب ولكن محسن

أصر أن يأخذا الشاة بدلا من شاتهما وعندما رحل الشخصان ذهب ليبحث عن الذيب فوجده مكسور الرجل واليد فأخذه

ووضع له جبارة وأسكنه في طرف المنزل فكلما قدم على محسن ضيوف وقدم لهم ذبيحة قال لهم أن لي جار فاتركوا له

لحم لأن من عادة العرب أن يقدم الذبيحة كاملة للضيف وهو المتصرف فيها ومكث على ذالك ثلاثة شهور وعندما أراد

الرحيل أطلق الذيب بعد أن جبرت عظامه وقال هذه القصيدة:





ياذيب حنا مـن ديـارك محيليـن ومغيـر الـدار ياذيـب بـديـار
أبي بني عمي سـوات السلاطيـن سموى اليزيد إلي كما شعلة النـار
أهل فرنجي يطرح الخصم فالحين واشوارهم تغلب على كل الأشوار
ربـع ليـا قنـا عليهـم مطيعيـن لي عندهم وزعة وحشمة ومقـدار
وشيوخ ماهم في اللـوازم كليليـن اخذوا في الأيـام وردة ومصـدار
وربـع بتوفيـق الإلهـي مصفيـن مثل الذهب مصفوف في كف بيطار
وصويبنا لو هو من الربع الأقصين نحشمه ونحـول دونـه بالأعمـار
ولو طالت الأيـام ماهـم بعجليـن تسعين ليلة وأنت ياذيب لي جـار
وأعطيت في شاة العضاوين شاتين من قوف جاري ما يجيني منه عار
ومن الذبيحة تظهر المقسم الزيـن أليا لفا من طيـب النـاس خطـار
أحطها لك وانتـه تشـوف بالعيـن ولا ليلة ياذيـب قدمـت الأعـذار
عسى بعدها قلـت ياذيـب وافيـن ومن لا وفـا عسـى عظامـه بيتـار


وهذه القصة سبق وأن عرضت في احد المطبوعات وتعتبر من اروع قصص الكرم عند العرب

واتمنى ان تحوز على رضاكم

.