طعم البيوت ***
طعم البيوت
للبيوت دائماً طعم
تلك الأماكن التى نحيا بها ونتواصل فيها مع الآخرين ..
أساسات يهتم بإنشائها المعمارى ويضع بها كتل من الحديد حماية لها ولمن يسكنها ضد أى عارض
وبعد الأساسات ترتفع الحوائط عالية شاهقة لتكون فيما بعد منزلاً
تأتى مرحلة الدهان ليزدان المنزل باللون المختار
وبعدها تفترش هذه البيوت بما هو أهلاً لها من أساس .
هنا يأتى أهل المنزل للعيش به
تمر السنوات بهم
وتتلاحق عجلة الزمن وتتسارع
وتأتى النتيجة الحتمية للعشرة والسكنى
إما منزل بطعم الشهد
وإما منزل بطعم الصبار
إما منزل بطعم العسل
وإما منزل بطعم الملح
بيوت نجد فيها سعادتنا ونتحسس عشقنا ونبادل الآخرين فيها حبا بحب ووداً بود
ووبيوت نجد فيها شقائنا إن كان من يقاسمونا العيش فيها ليسو أهلاً للراحة
فيها نقتسم مع الآخرين همومنا .. وفيها أيضاً ننام وفى أحضاننا هموم العمر
فيها نشعر براحة القلب والبدن
وفيها نشعر بتعب الروح والبدن أيضاً
إنها بيوت بطعم الشهد ... قوية ..راسخة
هى تلك البيوت العامرة بذكر الله عز وجل
هى تلك البيوت التى لا تنقطع فيها قراءة القرآن وتدبره
هى تلك البيوت المفتوحة أمام كل محتاج
هى تلك البيوت المبنية على المودة والرحمة والتفاهم
أما البيوت الأخرى فإنها بيوت هشة .. سهلة الكسر حتى لو كانت كتل حديد تعادل وزنه
إنها تلك البيوت الفارغة من ذكر الله عز وجل ولا تدبر كلامه
إنها تلك البيوت التى توصد أبوابها أمام كل عابر سبيل أو محتاج
إنها تلك البيوت التى تكثر فيها الخلافات والهموم والمشاكل
إنها تلك البيوت التى فشل أصحابها فى زرع قيم الإخلاص والود والتفاهم هنا لابد من وقفة
هنا لابد أن تفكر
بأى طعم هو منزلك ؟
فكر جيداً عند الخلود للنوم على وسادتك وسريرك
هل منزلك بطعم الشهد أم كان مراً علقماً ؟
كلما كان هناك حب وود وتفاهم وإحترام بين أهل المنزل كان الطعم شهداً
وكلما كثرت المشاكل والخلافات فيه كان الطعم مراً
كلما كانت هناك مساحة ثقة تمنحها لمن هم معك كان طعم منزلك شهداً
وكلما تسرب الشك إلى قلب من يقطنونه كان الطعم علقماً
وهنا لابد أن نسعى جميعاً لمنازل بطعم الشهد
بها قلوب بيضاء لاتعرف الحقد ولا الكراهية
بيوت مفتوحة لكل محتاج
بيوت تدرك جيداً قيمة التعايش مع الآخرين فى سلام|||||||||
مما راق لي
دموع الورد
|