شركات ترفع شعار دع شهادتك في المنزل .. نريد خبرتك
شهادة الخبرة تقف عائقا أمام الخريجين للعمل في القطاع الخاص
سلطان العتيبي - الخبر
شهادات الخبرة أصبحت سدا منيعا في الحصول على وظيفة
لم تعد الشهادة الجامعية مطلبا مهما أو مغريا بالنسبة للشركات الخاصة التي لم تعد تأبه بها حتى وان كان التخصص نادرا, بل أصبحت الخبرة هي الأهم والسؤال الأول الذي يوجه لطالبي العمل هو (هل عندك خبرة )؟, والمحير في الموضوع أن هذا السؤال يوجه حتى لحديثي التخرج من الجامعات, وفي الوقت الذي يتحرك عشرات الآلاف من خريجي الجامعات في حركة مكوكية بحثا عن بارقة أمل في احدى الشركات الا أنهم يصطدمون بالعديد من العوائق التي تعتري طريقهم.
"اليوم" بدورها تفتح هذا الملف وتسلط الضوء على أبرز ما يعانيه الخريجون من مشاكل أثناء رحلة البحث عن وظيفة.
في البداية يقول صالح الحسين - خريج ادارة تسويق منذ عامين - انه اختار هذا التخصص حبا في دخول عالم الاعلان والدعايات والتسويق في قطاع الفنادق والسياحة الا أنه فوجئ بعدم اهتمام غالبية الشركات بهذا التخصص ووضع أناس لا علاقة لهم به في هذا الكرسي, ويواصل صالح حديثه قائلا: صدمت بعدم قبولي فكل جهة اراجعها يطلبون مني ترك وثائقي لديهم ليبلغوني بردهم لاحقا وحتى الان لم اجد ردا من احد وبقيت بلا عمل طوال هذه الفترة.
سامي القرني خريج بكالوريوس تخصص ادارة اعمال يصف حاله والكثير من الخريجين بأنهم أشبه بالشحاذين وليسوا طالبي عمل حيث أنهى دراسته الجامعية قبل عامين ومازال عاطلا رغم أنه لم يترك شركة الا وقام بالتسجيل فيها, متسائلا في الوقت ذاته عن الفائدة عندما بذل قصارى جهده للدراسة والاجتهاد طوال مسيرته العلمية والجامعية على وجه الخصوص ويمر بضغوط عصيبة جراء السهر والمذاكرة ليجد حاله بعد ذلك في المنزل أو الشارع بدلا من أن تتهافت الشركات والدوائر الحكومية لاستقطابه.
ويسرد عمر بالحارث قصة أخرى لاتخلو من السخرية حيث تخرج من الجامعة تخصص محاسبة قبل نحو عام الا أنه فوجئ عند تقديمه للشركات بشرط الخبرة والتي كان احدها اعلانا غريبا وجده على احدى الصحف تطلب فيه موظفا حديث التخرج من الجامعة ويملك خبرة لا تقل عن 5 سنوات, وقال بالحارث انه اعلان غريب ويدل على سخرية تلك الشركات بالشباب السعودي والخريجين وعدم وجود رقابة عليها , فكيف يمكن لخريج جامعي حديث ويملك خبرة تتجاوز الخمس سنوات, مشيرا الى أن غالبية الشركات تطلب أن يكون المتقدم فيها يملك خبرة, فأين يذهب من تخرج للتو؟
ويوافقه الرأي سعد الشمري الذي تفاجأ هو الاخر عند رحلة البحث عن وظيفة بالسؤال الأكثر تكرارا وهو ما خبرتك ؟ وعندما أوضح لهم بأني حديث التخرج يكون الجواب بأنه لا يوجد وظيفة مناسبة لي! مشيرا الى أنها أصبحت كالشماعة يستخدمها اصحاب الشركات لرفض السعوديين من أجل استقطاب الأجانب مكانهم.
أما مصعب حمد خريج جامعي يبلغ من العمر 29 عاما فقد مضى على تخرجه 4سنوات لم يترك خلالها بابا الا وطرقه وبالنهاية اصبح لزاما عليه أن يلتحق بأي وظيفة أمامه فلم يجد سوى بائع كاشير في احدى المكتبات الكبرى كانت البداية بـ 2000 ريال فقط, ومع مرور الوقت اصبح يتقاضى مبلغ 2500 ريال رغم ضغوط العمل الكبيرة وساعات العمل الطويلة الا أنه حتى هذه اللحظة لم يتمكن من تكوين نفسه أو يتزوج نظير المبلغ الذي لايكفي حتى لمعيشته الشخصية وتسديد فاتورة هاتفه الجوال وقسط سيارته.
ويشكو عبدالعزيز الغامدي خريج تصميم شبكات حظه حيث مضى على تخرجه عام كامل دون أن يجد الوظيفة المناسبة له, وقال انه اختار هذا القسم لأنه يواكب ميوله ولكنه تفاجأ بعد ان أنهى دراسته وعند التقديم للشركات انهم يفضلون المهندسين الأجانب على السعوديين بحجة أنهم يملكون خبرة ودراية في هذا المجال أكثر من السعودي, موجها سؤاله الى وزارة العمل حول سبب غض النظر عن سعودة الوظائف الكبيرة واهتمامها بسعودة بائعي الخضار وسائقي التاكسي على حد قوله.
رضا بو خمسين يقول انه تقدم لوظيفة مراسل في احدى الدوائر الحكومية والتي فوجئ أنها تشترط اللغة الانجليزية كشرط أساسي للالتحاق بها رغم عدم ارتباط هذه الجهة بأي أجانب أو ناطقين بغير اللغة العربية, واصفا ذلك بأنه يقع ضمن الشروط التعجيزية التي أصبحت تواجه الطلاب مؤخرا ويضعها مدراء حسب أهوائهم ومزاجهم الخاص على حد وصفه.