بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
سأل " الصفاءُ " يوماً " الجفاء "
ما الذي جفاكَ !؟
رد الجفاء و قال :
قلوباً تجمدت الدماء فى عروقها
عيوناً جفت الدموع فى جفونها
أفواهاً حُرمت من ذكر الله على ألسنتُها
هذا الذي جفاني
قال الجفاء و أنت يا صفاءُ
ما الذي صفاكَ !!!؟
رد الصفاء و قال :
قلوباً طهُرت فتعلق حبها بخالقها و ربها
عيوناً تعاهدت لا تنظر إلا إلى ما يرضي ربها
ألْسُناً أقسمت ألا تَفتُر عن ذكر ربها
هذا الذي صفاني
..
آيه فى كتاب ربي تدبرتها يوماً
بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
[ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي
سَوْءةَ أَخِيهِ
قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ
فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ
] (31) المائده
فتعجبت و قلت في نفسي ، كأن الله عز و جل
أراد لنا أن نتدبر في مخلوقاته حتى و أن كانت غير عاقله
لنأخذ منها العبر و العظات
و إذا بى أنظر إلى غصن شجرةٍ فرأيت عصفوراً
ضرب لي أروع المعاني في حياة ساميه
قصدها و بحث عنها الأولون و الآخرون
العالمون و العابدون بحث عنها الكبير و الصغير
حياة تملؤها السكينة و الإطمئنان
و حُسن التوكل على الرحمن
ما هو إلا
عصفورٌ على غصن الحيآإة !!
رأيته يوماً
غاية أمانيه
حفنة ريش تؤيه
و حبة قمح تُرضيه
و قطرة ماء ترويه
...
...
لا أدري لما تعكر صفو حياتُنا !!
أعجزنا أن نكون مثل هذا العصفور !!؟
فلنقف قليلاً و لندع ما مضى
و لتصفوا حياتنا
أهي دعوه بل هو نداء ..... كلا إنه رجاء !
كصفاء السماء
بعيداً عن رهبة الغيوم و عبث السحاب
لتصفوا حياتُنا
كصفاء الهواء
على فطرته كما هو فى البيداء
لتصفوا حياتُنا
كضي النجوم
فى الليلة الظلماء الكلحاء
لتصفوا حياتُنا
كنقاء الزمان
بعيداً عن جرح السنين و غدر الأيام
فلتصفوا حياتُنا
هو أمل في حياة تملؤها السعاده
أركانُها
حب وعطف ، صدق و وفاء
مظلتُها
القناعة و الرضى
...
لنجعلها حياةٍ سعيده
آجالاً قدرت لنا و أعماراً كُتبت علينا
سنحياها بساعاتها و أيامها و سنينها
و لنا حق الإختيار
أن نحيا في سعادةً أو نحيا في غير ذلك
و لنغذي أرواحنا على وجبة الإيمان و التي
هي مكوناتها
حبتان من تقوى القلوب ،
حبتان من حسن التوكل علىى الله
و حبتان من مرقة التواضع
ثم نضف علىى كل ذلك ماء التوبة و الندم
فيا ليت قناعتي كقناعة هذا العصفور
عصفورٌ على غصن الحيآإة !!
منقول ..