اللعب بالنار
إقبال على شراء الألعاب النارية في أحد أسواق الرياض
من جريدة الوطن
لم تنقطع تحذيرات الأطباء وخبراء الدفاع المدني طوال الأيام الماضية من مخاطر "الألعاب النارية" على صحة وسلامة الأطفال.
التحذيرات حملت مناشدات لأولياء الأمور بأن يحرصوا على توعية أبنائهم بتلك المخاطر، وأن يتابعوهم حتى لا تجرفهم مغريات اللعب والترفيه إلى الإصابة بتلك الألعاب.
البعض وصف بعض تلك الألعاب بأنها قادرة على "تفتيت" الصخور إذا تم تفجيرها بجوارها.
ورغم كثرة التحذيرات وقع البعض في المحظور.. الآباء قصروا في توعية الأبناء.. والأبناء أبوا إلا أن يمارسوا الألعاب النارية حتى قادتهم إلى المستشفيات بإصابات متعددة.
ففي الطائف استقبلت المستشفيات 12 حالة إصابة لأطفال ناتجة عن الألعاب النارية، الأمر الذي دفع الناطق الإعلامي بصحة الطائف سعيد عبدالله الزهراني إلى دعوة أولياء الأمور إلي ضرورة مراقبة أطفالهم وحمايتهم من خطورة الألعاب النارية.
وفي القنفذة لم يسلم ثلاثة أطفال تراوحت أعمارهم بين السادسة والعاشرة من طراطيع العيد التي أصابتهم بجروح متفرقة بمركز حلي جنوب القنفذة عندما كانوا يلعبون مع أقرانهم ببعض تلك الألعاب بعد صلاة العيد.
وأوضح مصدر صحي في أحد المستوصفات الخاصة أن الأطفال الثلاثة أصيبوا بجروح سطحية في الأيدي نتيجة استخدامهم الألعاب النارية التي سببت لهم الحروق والجروح.
وأكد مدير عام الدفاع المدني أن إدارة الدفاع المدني تقوم ـ بتوجيهات من المسؤولين ـ بمتابعة الوضع العام، من خلال الحملات المفاجئة على الذين يبيعون تلك الألعاب.
وحذر أولياء الأمور من مغبة شراء هذه الألعاب وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح والأموال.
"الوطن" زارت بعض الأسواق المشهورة ببيع تلك الألعاب في الرياض، وحاورت عددا من البائعين.
يؤكد مبارك القحطاني ـ 17 عاما ـ أنه وعددا من أشقائه يشترون بضاعتهم من الألعاب النارية مع بداية شهر رمضان بأسعار جيدة، لضمان نسبة من الربح لا تقل عن 30% في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
ويضيف أنه اضطر لشراء المزيد من البضاعة من سوق الحمام ـ جنوب الرياض ـ بأسعار مرتفعة ,مؤكدا أن الطلب على تلك الألعاب سحب المعروض من الأسواق، والدليل أن أغلب الباعة تمكنوا من تصريف بضاعتهم مبكرا.
ويوضح أن صافي الأرباح خلال الأيام التسعة الماضية تجاوز 5 آلاف ريال, برأسمال زاد على 8 آلاف ريال أعيد تدويرها مرتين خلال نفس المدة.
ويلفت الشاب مبارك إلى أن الوضع في السوق بمأمن كبير من دوريات البلدية أو حتى الجهات الأمنية, معربا عن اعتقاده أن الجهات الرقابية تعلم يقينا أنه لا فرحة للعيد من دون تلك الألعاب.
أما "أم محمد" فتؤكد أن جميع النساء في السوق لا يخاطرن ببيع الألعاب النارية الخطرة وإنما يكتفين بالألعاب المحدودة الخطورة والتي لا تشكل خطراً على الأطفال.
وتشير إلى أن الشباب يخاطرون ببيع مفرقعات قدراتها الصوتية مخيفة بشكل كبير قد تفزع سكان مساحة كبيرة من الحي.
وتجزم "أم محمد" بأنها والعديد من زميلات مهنة البيع على الأرصفة لا يحاولن بيع الممنوع حتى لا يفقدن مواقعهن في السوق الشعبي.
أما الطفل زياد ـ 12 عاما ـ فيؤكد أنه يعمل في بيع الألعاب النارية منذ ثلاث سنوات وذلك بمساعدة من والدته التي تعرض بضاعة مشابهة لبضاعته من الألعاب النارية بجانبه والتي حرصت على القرب منه خشية سرقة بضاعة ابنها الصغير في السن.
ويلفت زياد إلى أنه يجني أكثر من خمسة آلاف ريال في كل موسم، مؤكداً أن بيعه للألعاب النارية ساعده على النجاح في مادة الرياضيات العام الماضي وذلك بعد ممارسة العمليات الحسابية والتي يجنيها من بيعه للألعاب النارية.
وحول دوافعه لبيع الألعاب النارية وهو صغير في السن، يوضح زياد ـ بنبرة حزينة ـ أن ذلك المبلغ يساعده على توفير احتياجات أشقائه وشقيقاته الصغار المدرسية خصوصاً مع قرب بداية العام الدراسي الجديد حيث تكثر متطلبات الدراسة وسط عجز عائلته عن إيجاد الدخل المادي.
ويؤكد أحمد 18 عاماً أن تلك الألعاب تختلف من حيث خطورتها من نوع إلى آخر، مشيرا إلى أن أخطرها هو ما يسمى بـ"دبل طعمية" التي تتميز بقدرتها على تفتيت الصخور إذا انفجرت بالقرب منها.
وعن المصادر التي يحصلون من خلالها على الألعاب النارية، يجزم أحمد بأن جميع بائعي الألعاب النارية يشترونها من سوق الحمام بغرض بيعها باعتبار هذه السوق نقطة التوزيع في الرياض.
ويلفت إلى أن أكثر تلك الألعاب إقبالاً من المستهلكين الخيارة والقاعدة وشعاع الشمس ودبل طعمية وباب الحارة ولميس ويحيى وياسر القحطاني، مؤكدا أنها تختلف من حيث القوة والقيم. ويجزم بأن الأيام الأخيرة شهدت ارتفاع حركة البيع للعبة تحمل اسم "ياسرالقحطاني" و"باب الحارة" حيث نالتا حصة الأسد من المبيعات، بل سحبت البساط من تحت أرجل الألعاب النارية التي تحمل صور أبطال المسلسل التركي "مهند ولميس ويحيى" بعد أن شهدت إقبالا متزايدا في الماضي.
وفي مواجهة تلك المخاطر تنفذ مديريات الدفاع المدني في جميع المناطق خططا لمصادرة تلك الألعاب الخطرة، لحماية الأطفال من آثارها السيئة.
فقد أقرت مديرية الدفاع المدني في منطقة عسير خطة عمل خلال إجازة عيد الفطر المبارك تتضمن العمل مع جهات أخرى على تعقب بائعي الألعاب النارية وإعداد آلية للتوعية بمخاطرها عطفا على ما سببته من مخاطر على الأطفال.
ويقول مدير الدفاع المدني في المنطقة العميد عبدالواحد بن عويض الثبيتي: إن الخطة المعدة تضمنت تسيير الدوريات ورفع الجاهزية لمواجهة أي طارئ، حيث تكثر الحوادث المنزلية، إضافة إلى حوادث السير التي تتطلب تدخل الدفاع المدني.
ويشدد على أهمية أخذ الحيطة والحذر والتقيد بتعليمات السلامة، ويحذر من أخطار الألعاب النارية والتي تنتشر خلال فترة عيد الفطر المبارك بين صغار السن، ومما قد تحدثه من إصابات وحوادث، وعدم الانجراف خلف رغبات الأطفال نحو اقتناء ألعاب نارية تشكل تهديدا حقيقيا لسلامة مستخدميها خاصة الأطفال.
ويؤكد الثبيتي أهمية دور الآباء في مراقبة ومتابعة أطفالهم وتوعيتهم بعدم اقتناء الألعاب النارية لخطورتها حفاظا على سلامتهم. ويلفت إلى أن مديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير تقوم بعمل توعية مستمرة ضد جميع المخاطر، ومن ضمنها مخاطر الألعاب النارية، سواء عن طريق اللوحات النقطية المتواجدة بمكان بارز بالتقاطعات، أو عن طريق الصحف اليومية، وموقع المديرية العامة على شبكة الإنترنت، وكذلك عن طريق توزيع البروشورات والمطويات والصور الهادفة من خلال المعارض والمناسبات والتي كان آخرها المعرض التوعوي الذي أقيم بمركز عسير مول التجاري خلال شهر رمضان المبارك
.:: إعلانات الموقع ::. 
أطفال يقضون أيام العيد في اللهو بمواد قادرة على تفتيت الصخور
العرض العادي
