اختبارات القياس.. جدواها ومشروعيتها
اطلت علينا منذ فترة اختبارات القياس والتقويم لخريجي الجامعات الراغبين في الالتحاق بالعمل وكذلك لطلاب الثانوي الذين يرغبون دخول الجامعات وهذه الامتحانات متكررة مع رسومها على خريجي الجامعات الراغبين في العمل وكذلك على الطلاب، وليس في مقدور معظم اولياء الامور دفع هذه الفاتورة بصفة دورية لاسيما انه لا يوجد لها فائدة، بل انها تقضي على آمال وتطلعات الراغبين في العمل وكذلك الراغبين في مواصلة مستقبلهم الدراسي على حد سواء.
وقد ذهب كثير من المعنيين بهذه المشكلة في تحليل دواعيها وتقييم بواعثها الى عدة آراء منهم من رأى ان الهدف يتلخص في الحد من وجود فرص وظيفية او مجال ملائم للتعليم امام المجموعتين ومنهم من تصور ان الغاية تكمن في ايجاد عقبات تعيق تحقيق التطلعات.
كما اعتقد البعض بسببها انها مشروع تجاري بحت لكونها تضر ولا تفيد وتفرض رسما ماليا مكررا ومن الناس من يرى انها اجتهاد خاطئ وغير موفق ولم يقيم بدرجة سليمة. اذن كيف يقضي الطالب الراغب في العمل ستة عشر عاما في التعليم تنسفها ساعة او ساعتان لقياس امكانياته فتبعده وتهوي به الى درك المعاناة والانتظار عاما بعد عام والسنون تمضي ولا احد يحس باحد وهو يحلم وينتظر الفرج وترتيب حياته العملية والزوجية ولكن بلا امل وهذا ينطبق على الطالب والطالبة في الصفوف الثانوية حيث ان أيا منهما يقضي اكثر من الف يوم وهو يتعلم ويذاكر ويراجع ويمتحن عدة امتحانات في كل عام فصلين في مواد كثيرة تزيد عن مائة مادة خلال ستة فصول ثم بعد هذا العمر من الدراسة والمثابرة يجيء اختبار القياس ليقضي على هذه المراحل والزمن والجهد بلمح البصر، فيعطيه نتيجة سيئة اذا كنا منصفين وطبقنا امتحانات الفحص على الموظفين والطلاب في الجامعات حتى المسؤولون عن ادوات الفحص لاخفق كثير منهم فيها وهذا لا يعني انهم قاصرون او مقصرون بل لان ادوات الفحص اجتهادية وتنسجم مع قدرات شريحة من المجتمع تتفق وقدراته ثم انني لا اعرف أي دولة سبقتنا لهذه الفكرة الغريبة.
وفي هذه الحال الا يحق لاولياء الامور ومن فرض عليه القياس التساؤل كيف ان ساعة القياس تحدد مصير المجموعتين، فتقضي على جهود سنوات لتحدد مستوى الراغبين في العمل او الطلاب خلال ساعة زمنية، لقد اصبح القياس شبحا يهدد حياة الحالمين ويقضي على مستقبلهم الوردي وينسف الامل في مستقبل مشرق. نعم ان مشروع اختبار القياس والتقييم يدعونا للبحث والتنقيب عن السر الذي شرع من اجله ، والغاية التي يصب فيها وانسجاما مع عدم جدواه نتطلع الى الغائه او ترتيب وضعه في صور اخرى تحدد توجيه الموظف لقطاع دون غيره عند صدور قرار توظيفه او مساعدة الطالب على تعزيز درجاته لا الاضرار به حين يأخذ درجات ضعيفة بحيث تفيد ولا تضر حتى نجد ان لاختبارات القياس فائدة واضحة ولا تحتاج الى قياسها وجدوى مشروعيتها حين تنسف الواقع.
صالح عبدالله العثيم ـ بريدة