هذا رد بسيط علي بحر جده من احد كتاب النصر
لو أنصفوكم لقالوا عنكم ظاهرة..أو معجزة..أو أعجوبة من أعاجيب الزمان..
والذين لايبصرون إلا بعيون حاقدة تجاوزوا المدى..فقالوا مجانين يطبلون ..وينشدون ميتا لن يعود كما كان..
والذين تنزف أقلامهم كرهاً ..قالوا بأنكم تطاردون السراب ..وتعشقون الوهم..وكثرة الصياح دليل على الفشل..وعندما ينهار احترام الحقيقة..تصبح كل الأشياء عرضة للشك..
وحين أرادوا أن يتسلقوا على أكتافكم ليرتقوا إلى مبتغاهم ...صوروكم أحفورة يجب الحفاظ عليها في متاحف التراث..؟! ويتركون الماضي وراء ظهورهم ..ويصورون المستقبل مظلما ..والحلم مشوهاً ..والطريق مسدودا مسدودا..
لكنهم في النهاية يمجدونكم عبثا بالكلمات... وعزفاً على المشاعر..ويخلطون السم بالعسل ..ولكن لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي..
يتنفسون الحقد ..وينسجون الأكاذيب..ويمارسون التطبيل ..وينهبون أمجاد الماضي ..ويسرقون صفحات التاريخ ..ونسوا ان الحقيقة تنبت وتنمو بعد دفنها..ثم تبدو بيضاء ناصعة للناظرين..
حين شاهدوا الشمس تشرق من جديد..تساءلوا لماذا الشروق في ظلمة الليل؟!..ومن أين يأتي كل هذا الشعاع ؟!..أسئلة لا تنتهي .. حيرة وترقب لا ينطفي..
أي جنون هذا يا جمهور الشمس ؟!..أي عشق تحملون..؟! وأي وفاء تسطرون..؟! إنها عناصر تنبثق من حب لاترتقي إليه الشبهات.. ولا تزعزعه رياح الظنون..نحن النصراويون انفسنا نجهل الإجابة عن هذا السؤال.ولكن حولها ندندن..
فعشق النصر شيئ وجدناه بأعماقنا..وتنفسناه في هوائنا..وتذوقناه بعقولنا..شيئ لا يمكن التعبير عنه..سؤال يستعصي علينا..نحلله فنجده عشق بلا حدود..وتضحية بلا نهاية..ووفاء لا ينضب ..ودفاع مستميت..وهجوم كاالسيل الجارف على المتطاولين..نحاول تفسيره..فتعجز النظريات عن تفسير تدفقه..وتعجزالعلوم عن كشف أغواره..وجدونا نعشق الفوز بشرف..ونهوى السمو بلا حدود..هو عشق ولد أيام المجد الخالدة ..وترعرع في سفوح البطولات الشامخة..وتعلم في مدارس الحب الذي لا ينطفئ..فأصبح شامخا يعانق سماء الإنجازات المضيئة..وامتلأت جوانحنا حباً للكيان..عشقا للشمس..وفخرا بالتاريخ ..ووفاء للعرين..لقد أشغلنا الدنيا ..وحق لها أن تشغل..فنحن ملح الرياضة وسكرها..ورونقها..ونحن عبيرها..وتبقى الأحداث أعلى صوتا من الكلمات..والعشق إحساس يتمرد على أوتارالشعر.. وتغريد السطور..
فأمطري ياسماء العشق ..فهناك من ينتظر أنشودة المطر.. في ثنايا عشق تشربته القلوب...ولن تنام العيون حتى تشاهد انهماره غدا..وفي أسماعنا شوق لنسمع انغامه..وفي أعماقنا نار تستعر لهفا للقاء ..في ليلة يتعانق فيها الحب والوفاء..والليالي يلدن كل عجيب..
وحين أقبلت السنين العجاف شاحبة..سوداء كقطع الليل المظلم..ماتزعزع الحب في أعماقنا..وما توارينا خلف الأستار..وما ارتحلنا عن مكانتنا التي تربعنا عليها ..ولا نالت منا شماتة الأعداء..وسخريتهم وتهريجهم..فبين اركاننا طوفان حب يتطاول..وفي دواخلنا تنزف الجروح ..فنبحرالى عبق الماضي حتى تهدأ النفوس..حلقنا على أجنحة الخيال علنا نستشرف المستقبل..فقد يكون الغيب حلواً..فتنهمر الدموع..ويستشري الألم..ظللنا كل يوم نتسمرأمام نوافذ الآفاق..عل فارسنا يعود على صهوة جواده..طال الغياب..وما انثنينا..وما خارت قوانا ..وما لانت عزائمنا..ولا كسر اليأس شوكة الأمل في قلوبنا..فشعلة العشق ظلت وضاءة..رغم الغياب ..ورغم الألم..والغروب لايحول دون شروق جديد..وفي قلب كل شتاء ربيع نابض ..ووراء كل ليل فجر باسم..ثم تجلى فارسنا من جديد..وركبنا قطارنا من جديد ..لنبدأ سوياً إبحارا..وغوصا في أغوار المستقبل..فنحن شركاء في الفرح ..وسوياً في الأحزان..عانقنا النجوم معا..ورفعنا رايتنا على ذراها..وشيدنا قصراً من الإبداع هناك..
فمن يأتيني بخبرٍ يقين..؟! أي عشق هذا الذي يتسامى ..؟! وأي جنون يتمادى..؟! ما كل هذا الزئير..؟! ولم كل هذا البريق ياجماهير الشمس ..؟! انظر حجم المعاناة ..لترى قدر الوفاء..وانظر قدرالصبر ..لتعرف حجم الثبات..فكان الأمل يحبو ..والنور ينسلخ من الظلام..ظاهرة تحتاج أن نقف عندها طويلاً..وأن نحلل أبعادها..ونقتحم أدغالها..فهي بحق أسطورة سترددها الأجيال..وتستحق أن تكتب بأحرف من نور على صفحات الزمن..فلو سمعها بيتهوفن لدعته لنثر الإبداع نثرا..ولأثارت روعتها الوان بيكاسو.
أما آن لهذا العالم أن يترجل عن صهوة عناده..ويتخلى عن أحقاده..ليكتب كلمة حق ووفاء وإنصاف وشكر لهذه الهالة الجماهيرية..التي أذهلت الدنيا..وسمرت الأنظار..وأبهرت العقول..فلله دركم ياجماهير الوفاء لله دركم.
|