فلا تجعليه يمر عليك مر الكرام !!
في قديم الزمان كانت السنون تمر على امرأة هنا عجوز حكيمة ,,
و الحكمة دوما ارتبطت بقدم السن ,,
و لكن تلك طبيعة ذلك الزمان ان تصير حكيما كلما مرعليك
من احداث لا كلما تقدم بك العمر ,,
أحداث جسام و مواقف حياتية مرت و تمر على فتاة وتتوالى معها ,,
بداية صغيرة غير مدركة و ربما ساذجة ,,
جديدة على الحي هي هادئة ,,
لا تهمس و لا تنبس و لا تعترض على ما يجري و يدور,
على أخرين و أخريات مثلوا لها نوافذ تطل على محيط عوالم أخرى قذرة حقيرة ,,
لتظهر في الأخير هي مذنبة و تلك بريئة ,,
ففي كل خطوة هي مراقبة و بالعيون تجد الملاحقة ,,
تتجلى الحقائق للغير كما تجلت لها بالمثل لتبدأ ترى الدنيا كما يجب أن تراها ,,
و سارت الحياة كما اعتدنا على سيرها لا تعبأ و لا تتوقف ,,
في الوقت الذي كانت قلوب غيرها من الصبايا
ترتجف رهبة
و تخجل حياء
و ترتعش حبا
أضحى قلبها وردة متفتحة من بعد ما كان برعم صغير ,,
ربما لم تحب بمعنى الحب ,,
و لكن مؤكد أنها كانت تشتاق للحنان و الحنين ,,
تعلم أنها أوقات ستمضي و لابد أن يأتي عليها يوما لتنتهي ,,
لكن لم تستطع كبح جماح
أحلامها
خيالها
و قلبها
ربما انبهرت بوقع الكلمات و روعة المظاهر و متعة الأوقات القلة ,,
ربما وجدت في ذلك هواها و ما تهفو إليه ,,
و لكن صحوت على الواقع المرعب و نُزِع القناع
عن الحقيقة التي لطالما هربت منها أو تجاهلتها ,,
و اليوم امتاز الأبيض عن الأسود ,, و رحل الحلم ,,
لربما لم تخسر
فظلت أميرة لم تمس نعم ,,
عفيفة الإزار هي بالطبع ,,
و لكن القلب ظل يئن و يبكي و العين تحكي و تشكي ,,
فآآآآآآآه يالله لمَ كل ذاك ؟؟
لمَ لم يتحول الحلم لحقيقة ؟؟
لمَ خدعتني نفسي و بحثت عن أوهامها ؟؟
فالآن يطول عليها الزمن و قد كانت معه الساعة دقيقة ,,
فقدت الرغبة في كل شيء و زهدت حياتها ,,
كل ذلك و فتاتي لم تتخط عمر الزهور المتمايلة وقت الأصيل ,,
لم تتخط عمر العصافير مبتدئة الطير عند أولى خيوط الشفق المرسلة ,,
تسرد و تحكي و تشعر بأنها امرأة خاضت مع الحياة جولات ,,
بالطبع كان لها في السعادة نصيب كما كان لها في الآهات ,,
عانت الوحدة ,,
تشعر بالفزع ,,
تتمنى الصحبة و الرفقة الطيبة دوما ,,
بقى لي أن أخبرها قائلة يا فتاتي الحلوة و يا صديقتي الغالية
أعطي نفسك فرصة لتتنفسين
و تعيشين مثلنا فتاة في عمرنا
باقي لها الكثير لتراه و شر الذكرى لتنساه ,,
فخذي الحكمة مما مر بك ,, لا تجعليه يمر عليك مر الكرام .
__________________
|
العرض العادي
