
04-06-2010, 06:48 AM
|
Senior Member
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 6,622
|
|
نحتاجكم فرحاً وحزناً ضحكة ودمعه ....

طفلة هناك بالأمس القريب قبعت في ذلك الركن من بهو مدرستها واضعة كف يدها على خدها شاردة إلى مالا نعلم وكأنها تحمل مصاب العالم أجمعه لمحتها معلمتها حين لم ترها بين قريناتها في البهو تلهو وتلعب وتأكل الحلوى اللذيذ ة التي طالما عشقها أولئك الصغار أقتربت منها
المعلمة : وبإبتسامة حانية بادرتها ماذا بكِ صغيرتي صمتت الطفلة وبريق دمعتها يتلألأ في عينيها البريئة وببراءة وعفوية وإنفجار صمت سكوتها بصوتها المتحشرج
معلمتي : نسيت إحضار المبلغ المطلوب للإنضمام للحفل ومشاركتكم هذه المتعة وكذلك نسيت إحضار شيئاً من الطعام لهذه المناسبة آه مني لو إنني تذكرت واطلعت أمي على كارت الدعوة لما كنت هنا وحيدة بجمال روح وأخلاق تلك
المعلمة : قالت لا عليك صغيرتي هلمي وشاركينا واعتبري نفسك أحضرتي ما طلب منك لا عليك فرحة عارمة أعتلت محيا تلك الطفلة
معلمتي : أفعلاً ماتقولين صدقاً أأنطلق مع صديقاتي وألهو وألعب
المعلمة : صدقاً ياصغيرتي
معلمتي :دعيني أقبل رأسك وأشكرك على ذلك
المعلمة : لتلك الطفلة أه ما ألطفك وما أطعم حديثك أيتها البريئة كم أسعدتني...
************************************************** ************
**********************
ما أجمل بزوغ الشمس بعد ذلك الظلام الحالك وما أروع إنبثاقة نورها خلف الأفق الفسيح وما أحن دفئها حينما يلامس برودة الأرجاء وما أصدق خيوطها حينما تمتد لتعانق كل عمق الفضاء الواسع .
ما أروعك أيتها القلوب النقية كنقاء الثلج لا يدنسها شيء وما أصفاك كصفاء تلك السماء في ذلك الأفق البعيد وما أزكاك كرائحة العبق الأصيل الذي لا يمسه إلا القليل أولئك الطاهرون أصحاب القلوب الرحيمة الحنونة المكتظة بالعاطفة وروح العطاء ..
ما أروعها من لحظات حينما تقف وحيداً على قارعة طريق قد رأيت تهالكه ووعورته وافتقدت في ذلك الوقت الأمان واحتجت إلى يداً تمتد بعد الله لتساعدك لتحنو وترق على قلب وجل ما أروع إحتياجك لمن هم في القرب وسكنوا القلب لحظات جميلة ومعبرة حينما تمتد وصال الأمان وتنقذك من تلك القارعة ما أنقاك أيها الإنسان الذي تتسارع لتعانق روح إحتاجتك دون أن تبوح لك بذلك لحظات تحمل الود والألفة تحمل التواصل والتراحم لحظات تنبني على الإخوة قبل كل شيء .
تخيل نفسك يوماً على ذلك السرير الأبيض قلبك يأن ألماً وقد وهن وعرقك من جبينك يتقاطر ذعراً من ما تنتظر حدوثه يداك ترتعش وأنت تنتظر ذلك المشرط يخط بخطاه على جسدك ليستأصل الوجع الذي أرداك طريحاً لفترة هناك يداً بعد الله تتمنى قربها منك شخصاً قد سكنك وسكنته له في قلبك نبض حتى وإن توقف ذلك القلب عن الحياة أقترب منه وخفف مصابه أمسك يده وشد من أزره أزرع الأمل في نفسه وارويه من نبع الحياة فهذه الوقفة تعتبر المسكن الوحيد لذلك الألم حتى وإن نازعه الموت لحظتها كلنا نحتاج أنا وأنت وهي وهو كلنا نكمل بعضنا الآخر إن لم يكن اليوم فغداً وإن لم يكن غداً فبعده نحتاجكم فرحاً وحزناً ضحكة ودمعه فلا تقف مكتوف الأيدي وتصد بناظريك عن قلوب تجرعة من الألم ماتجرعته كن إشراقة في حياة ذلك الإنسان كن زهرة نبتة في ذلك البستان إنثر عبقك في أرجاءه ونفّس عنه أحزانه الكلمة الطيبة تكفي أحبتي فلا تبخلوا بها على إخوانا لكم يحتاجونها . . .
{{ الأم تحتاج والأب والأخ والأخت والصديق والجار والحبيب والزوج والإبن والأهل والأقارب وكل من حولك حتى وإن لم يكن لك بهم صله }}
قد رأيتم كيف كانت فرحة تلك الطفلة بتصرف معلمتها معها وكيف برقتها أحتوتها وتفهمتها وزرعت فرحة في قلبها البريء ..
ما أروعك أيتها الحياة حينما تكون قلوب ساكنيك بيضاء .كغيوم تكومت وتلبدت في السماء فهطلت على الأرض وأنبتت كل عشب وأزهرت من بعدها الأزهار وأحييت كل جمال في نفس تلك الأرض وحتى الطيور غنت بأروع الألحان وأطربت من حولها معبرة عن فرحتها ببقايا المطر المنهمر ومنظر نداوته على أغصان الورود ..
إسمحوا لي بهذه الحروف ولكن علينا إن ندرك إن الحياة عطاء تتعلق بالإنسانية وهذا ما نحتاجه بالفعل في وقت كثرت فيه الأنا وحب الذات .. علينا أحبتي أن نكون كالجسد الواحد لايفرقنا شيء فما العطاء إلا عطاء الخير والخير هو فاتحة السعادة على المرء فمد يدك وافتح قلبك كلمة تغير نفس أستحال عليها العيش وما أدراك ..
لكم خالص الأمنيات وأرقها
مما أعجبني .... دموع الورد
|