جامعة نجران تستأجر مبنى «مشكوكا في سلامته» لإقامة مستشفى جامعي

[الهبس]

صحيفة نجران: نجران

تباينت الآراء حول سلامة مبنى مستشفى جامعة نجران على طريق نجران خميس مشيط حيث كان المبنى والأرض المجاورة له مستأجرين لوزارة الصحة ومخصصة لمستشفى الصدر والحميات وتم إخلاؤه قبل عدة سنوات خوفا من الانهيار بعد أن ظهر به تشققات وهبوط أرضي.
وفي حين تؤكد جامعة نجران سلامة المبنى، يطالب الدفاع المدني بالترخيص لمخطط السلامة للمستشفى لأن الترخيص الخاص بالمبنى هو شقق مفروشة والأرض المجاورة له والذي يقام عليها مبنى آخر لم تتقدم الجامعة بطلب ترخيص حتى الآن.
وأوضح النقيب علي بن عمير الشهراني الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران: «إن المبنى الذي استؤجر ليكون مستشفى جامعة نجران كان مستأجرا قبل سنوات من قبل وزارة الصحة وحدث به تصدعات وشكل لها عدة لجان من الدفاع المدني ولجان من هيئة المواصفات والمقاييس وأعدت اللجان تقارير مفصله تفيد بوجود تشققات وطالبت اللجان في تقريرها بإخلائه ووضعت حلولا هندسيه لحل المشكلة القائمة وطالبت بتنفيذ الحلول التي وضعتها اللجان والتي من شأنها المحافظة على المبنى وسلامته من الانهيار إلا أن صاحب المبنى لم يقم بشيء من ذلك في حينه، مما أدى إلى إخلاء المبنى من قبل وزارة الصحة».
واستطرد «بعد فترة تقدم صاحب المبنى لمقام إمارة المنطقة بطلب التصريح له كشقق مفروشة ثم أحيلت للدفاع الذي طالب بإحالته لجهات الاختصاص والمختصة بالسلامة الإنشائية للمبنى».
وبين «إن صاحب المبنى أراد بناء مبنى جديد في الفناء بالقرب من المبنى الذي تم إخلاؤه وقدم مخطط السلامة الخاص بالمبنى المجاور قبل إنشائه وتمت الموافقة عليه من قبل الدفاع المدني ويأتي بعد ذلك الوقوف على المبنى بعد الانتهاء من الإنشاء للتأكد من تطبيق ما ورد بمخططات السلامة أثناء الإنشاء والتي تأتي موافقة لما ورد بالكود الخليجي الموحد والذي تم اعتماده خلال السنوات القريبة الماضية.
وأكد الشهراني أنه لم يردنا حتى الآن طلب بترخيصه كمستشفى مضيفا أن مباني الشقق المفروشة والمستشفيات من المباني العالية الخطورة التي تطبق فيها أقصى وسائل السلامة.
إلى ذلك أكد الدكتور جبران بن مرعي القحطاني عميد كلية الطب والمشرف العام على الكليات الصحية بجامعة نجران , أن المستشفى الجامعي قد تم إنشاؤه حديثا من قبل أحد المستثمرين من أبناء منطقة نجران وفق مخطط هندسي معتمد بالكود الخاص بالمستشفيات.
وأشار الدكتور جبران القحطاني إلى أن المستشفى يشمل مقرا لوحدة الطوارئ والإسعاف وثلاث غرف عمليات ووحدة للعناية المركزة وغرفا للتنويم للرجال والنساء بإجمالي 60 سريرا.
وقال القحطاني «إن المستشفى يهدف إلى تقديم الخدمة العلاجية للحالات الطارئة والتنويم لحالات الجراحة العامة والباطنة العامة فقط وذلك ليشكل نواة لتقديم الخدمة الصحية ومساندة العملية التعليمية ويمهد للانتقال بسلاسة في المستقبل القريب إن شاء الله إلى المستشفى الجامعي الرئيسي والذي يتسع إلى 400 سرير وسيكون في مقر الجامعة الجديد ومن المتوقع الإعلان عن ميزانيته خلال عام 1431 هـ.
ويأتي ذلك في وقت أكد فيه مصدر هندسي طلب عدم ذكر اسمه خلال حديثه: «إن أي خلل في التربة أو تماسكها يحدث تجويفات في الأرض قد يتسبب في تشققات المباني أو انهيارها وتختلف الأراضي حسب نوعية التربة، فالتربة الطينية فيها تشققات أكثر لأن فيها نسبة هبوط أكثر من التربة الإنشائية ويفترض أن يعمل للتربة اختبار على مسافة 5م أو 10م كما يجب على مصمم المبنى أن يعرف نوعية التربة التي تتناسب معه لتلافي الانهيارات والتشوهات».
وأضاف «عادة ما يحدث انهيار في التربة إذا لم تكن التربة صالحة للردم تدك وترص وتغمر بالماء وشدد على ضرورة اختيار موقع البناء بأن لا يكون فيه انهيارات سابقة كما أن هبوط التربة يدل على ضعف التربة لأن التربة أصناف ودرجات كلما تضعف كلما زادت التشققات والمشاكل، والحل في ذلك هو إحلال تربة بديلة، وبين أن أي مبنى مر على بنائه سنتان ولم يحدث فيه تشققات يعتبر شبه آمن وإذا وجد به تشققات يعتبر فيه خطورة ويصل إلى مرحلة معينة وينهار جزئيا أو كليا». موضحا «إن أي مبنى في العالم فيه نسبة هبوط معترف بها لكامل المبنى في الحدود المسموح بها 2.5 سم. كما يجب إجراء اختبارات حول المبنى للتأكد من أن الهبوط ما زال مستمرا مع الوقت أم لا وفي حالة زيادة الأحمال».
وطالب المهندسين والمسؤولين بجامعة نجران بالرجوع إلى التقارير السابقة والتوصيات التي توصلت إليها اللجان لمعرفة ما إذا كان المبنى قابلا للمعالجة أم أن اللجان وصلت إلى قناعة بأن المعالجة لا تنفع ويجب إخلاؤه