التلوث البيء يا خالد الفيصل

[الهبس]

كتب خلف الحربي شكوى لامير مكة بخصوص الكارثة البيئية التي تكشفت خلال قضية غرق الطفلة فاطمة وقال: في جريدة عكاظ


شكوى إلى خالد الفيصل

خلف الحربي

قبل ستة أشهر تقريبا حضرت اللقاء الذي عقده أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مع مجموعة من الصحفيين والكتاب لإطلاعهم على الخطة العشرية التي تستعد إمارة منطقة مكة المكرمة لإطلاقها تحت شعار (نحو العالم الأول)، تحدث الأمير بلغة الرجل الذي اعتاد خوض التحديات الكبيرة وأوضح منذ البدء أن الهدف من اللقاء أكبر بكثير من فكرة الترويج الإعلامي لهذه الخطة الطموحة، ثم أجاب الأمير بكل شفافية على أسئلة الزملاء الصحفيين.
خرجت من ذلك اللقاء وأنا واثق تمام الثقة بأن أمير مكة المكرمة سوف يغير واقع هذه المنطقة وسوف يقودها حقا إلى مصاف (العالم الأول) رغم كل العقبات التي قد تعترض طريقه وأولها الفساد، كان مصدر ثقتي يتكئ على تاريخ هذا الحاكم الإداري الذي عرف بالحزم والفكر المستنير والإرادة الحديدية، ولازلت أشعر بأن مسألة النهوض بالواقع التنموي لمنطقة مكة المكرمة هي مسألة وقت فقط، وأسأل الله أن يعين الأمير المقدام على تحقيق النقلة النوعية التي يخطط لها.
وقبل يومين فقط تم العثور على جثة الفتاة الغريقة فاطمة الصعب التي نسأل الله أن يتغمدها بوافر رحمته ويلهم ذويها الصبر والسلوان، وقد كشفت هذه الحادثة المأساوية عن كارثة بيئية وصحية وحضارية تتمثل في كون مجاري الصرف الصحي تصب في شاطئ عام يرتاده الناس فيصبح البحر ــ الذي يعد أبرز مكونات جدة ــ منطقة شديدة التلوث.
ولا أظننا سنكون مبالغين لو قلنا أن (العالم الأول) يعتبر حدوث مثل هذا الأمر كارثة الكوارث ومصيبة المصائب، حيث لا يحتاج الأمر في (العالم الأول) إلى غرق طفلة بريئة كي يشعر الجميع بحجم الكارثة البيئية التي أصابت المدينة وأهلها بل يكفي أن تعرض وسائل الإعلام صورة سمكة صغيرة نفقت بفعل التلوث كي يشعر الجميع بصدمة ليس لها أول ولا آخر!.
الكوارث البيئية في جدة أكثر من أن تحصى بدءا بحرائق المردم التي لوثت الهواء بدخان قاتل ومرورا بمصانع الجبس غير المرخصة في الأحياء الشعبية وانتهاء بمياه البحر الملوثة بالصرف الصحي، ومن حسن حظ أمانة جدة أن عمليات التقاضي بخصوص الكوارث البيئية ليست متاحة بسهولة في بلادنا وإلا لكانت قد خصصت ميزانياتها القادمة لدفع التعويضات لسكان المدينة!.
لذلك لن نضيع وقتنا في مخاطبة أمانة جدة بل سوف نتجه بشكوانا مباشرة إلى الأمير خالد الفيصل لأننا نعلم أنه قادر بمشيئة الله على وضع حد لهذه المهازل البيئية التي لا تليق بمدينة مثل جدة.. ونتمنى أن تكون الأولوية لعملية إنقاذ البحر فلولاه لما وجدت جدة.