تعد منطقة نجران الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية احدى ابرز المناطق الزراعية التي تشهد نهضة شاملة في كافة المجالات بدعم واهتمام متواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله .
ويحظى القطاع الزراعي في منطقة نجران بمتابعة من صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران الذي يرعى خلال الشهر الجاري المهرجان الوطني للحمضيات بالمنطقة .
ونوه سموه بما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله - من دعم متواصل للقطاع الزراعي وتوفير كل ما يعود على المواطن بالخير والعيش الكريم .
وأوضح سمو أمير منطقة نجران في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن منطقة نجران منطقة زراعية تتميز بخصوبة أرضها وجودة إنتاجها حيث تعد من أبرز مناطق المملكة في زراعة وإنتاج الحمضيات كمصدر غذائي هام , حاثاً سموه القائمين على المهرجان الوطني للحمضيات ببذل أقصى الجهود لإنجاحه الذي عده سموه أحد أهم المهرجانات التي تنظم على مستوى المملكة وسيكون له عوائد اقتصادية .
وإدراكا لإمكانات الزراعة المتاحة لمنطقة نجران أنشأت وزارة الزراعة مركزا لأبحاث و تطوير البستنة في منطقة نجران بهدف توجيه امكانات المنطقة الزراعية الوجهة السليمة على أسس علمية مما يتيح لمنطقة نجران المساهمة بفاعلية أكبر نحو تحقيق اهداف القطاع الزراعي وخاصة في مجال الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.
وساهمت العوامل البيئية المناسبة على التوسع الكبير في زراعة الحمضيات بمنطقة نجران التي تغطي مساحة قدرها خمسة آلاف هكتار .
وأوضح مدير عام مركز ابحاث وتطوير البستنة بنجران المهندس علي الجليل اثناء جولة لوكالة الانباء السعودية بالمركز أن المركز أحدث نقلة نوعية في توعية وإرشاد المزارعين على كيفية تأسيس وإدارة المزارع المتخصصة في زراعة الحمضيات من خلال التجارب المستمرة في مجال إختيار الأصول والأصناف والحرص على إنتقاء مايناسب كل منطقة حسب نوعية التربة والمياة .
وأشار المهندس الجليل إلى أن المركز انتج اكثر من مليون وسبعمائة الف شتلة مطعمة خالية من الأمراض الفيروسية وشبة الفيروسية والبكتيرية حيث أن جميع الطعوم المختارة من أمهات معزولة وتم فحصها ضد جميع الأمراض وبذلك يضمن المركز كل مايزرع ليكون من أشجار مضمونه معتمدة وخالية من الأمراض مما يقل من انتشارها وتم اعتماد بعض الأصناف لإكثارها تجاريا وتوزيعها على المزارعين بمنطقة نجران وبقية أنحاء المملكة مبيناً أن المركز يقوم بإجراء تجارب على اصول الحمضيات وخصوبة التربة وتغذية الحمضيات والتسميد والري ووقاية النبات والمعاملات الزراعية بغرض تزويد المزارعين بالتقنيات الحديثة لرعاية اشجار الحمضيات عن طريق الارشاد والتدريب.
ويقع مركز ابحاث تطوير البستنة في شرق منطقة نجران في "الغويلا" بمساحة 160 هكتارا حيث كانت بدايته بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية للإستفادة من الخبرات الطويلة لهذه الهيئة حيث وضعت برنامجا لإنشاء البنية التحتية للمشروع وكانت المرحلة الأولى التي بدأت عام 1982م وتم خلالها البدء في وضع العديد من مقومات البنية الاساسية وتوفير المعدات والآلات الزراعية وتركيب شبكات الري وانشاء بساتين أمهات الاصول والأصناف للحمضيات وحقول التين والعنب والنخيل تلتها المرحلة الثانية خلال الفترة من 1986م حتى 1991م ثم المرحلة الثالثة 1991 حتى 1996م حيث شهدت تلك المراحل خطوات ايجابية في تدعيم المناشط القائمة والمستمرة ورفع كفاءة اساليب العمل ومباشرة العمل في بعض المشاريع الهامة واستكمال البعض الآخر واستمرار العمل في اكمال البنيات الاساسية حيث جاءت المرحلة الرابعة التي تغطي الفترة من 1996 ـ 2002م والتي اكتملت خلالها قدرة المركز على تشغيل جميع مرافقه الانتاجية والبحثية بأيد وطنية.
ورصدت "واس" أهم الاهداف الرئيسية التي انشئ من أجلها المركز والتي ركزت على أن يصبح مركز ابحاث تطوير البستنه بنجران معهداً متخصصاً في مجال ابحاث الحمضيات يجري جميع الدراسات والابحاث المتعلقة بهذا المحصول الهام ويتم التركيز على توثيق المعلومات عن بنك الاصول الوراثية الخاصة بالحمضيات والتي بلغت اكثر من 120 أصلاً وصنفاً تم جمعها من جميع بلدان العالم وكذلك ادخال وتجريب بعض الفواكهة الاستوائية مثل المانجو والافوكادو والليشي والكاكي والجاك فروت التي دلت التجارب الاولية على نجاحها في منطقة نجران والاستمرار في اجراء الدراسات والبحوث لاختيار افضلها نجاحاً تحت ظروف المناطق الصحراوية وشبة الصحراوية والمساهمة في دعم الانتاج الوطني من خلال تنويع قاعدة الانتاج .
ويهدف المركز إلى التركيز على برنامج المكافحة الحيوية والتقليل بقدر الإمكان من الاعتماد على المبيدات الكيميائية لما لها من اضرار على الانسان والبيئة والاستعاضة عنها بالمبيدات العضوية وكذلك العمل على ادخال تقنية الاكثار النسيجي في الحمضيات لضمان تنقية امهات الحمضيات من الامراض الفيروسية وشبة الفروسية وغيرها من الامراض البكتيرية كلما دعت الحاجة وبالتالي ضمان جميع الاشجار المنتجة سليمة ومطابقة للصنف